إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
90715 مشاهدة
المعبودات والآلهة عند اليهود والنصارى

...............................................................................


وكذلك اليهود والنصارى عندهم -أيضا- معبودات، يسمونها بلغتهم آلهة -أي- بمعنى الإله عند العرب -أي- المألوه. ومنهم أنبياء، وصالحون.
في حديث أم سلمة أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح، أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصورا صورته في ذلك المسجد، وصاروا يصلون في المسجد؛ تبركا بذلك الصالح، يُؤَمِّلون أنه يشفع لهم، ويرفع عبادتهم، ويتسبب في مضاعفتها وقبولها؛ ولو كانت صلاتهم، وركوعهم، وسجودهم لله؛ ولكن ذلك الذي فعلوه.. تعظيم لغير الله؛ فلذلك استحقوا أن يكونوا شِرَار الخلق عند الله، يقول الحديث : أولئكَ، أوْ أولئكِ شرار الخلق عند الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل -الصور-.
فإذا عرفنا أن الإلهية نفاها الله -تعالى- عن المرسلين، وعن الملائكة؛ فإن غيرهم بطريق الْأَوْلَى، فلا يجوز أن يُدْعَى أحدٌ مع الله؛ لعموم الأدلة، مثل قول الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا أي: أَيًّا كان؛ ولو كان نَبِيًّا؛ ولو كان وَلِيًّا، أو مَلَكًا، أو عبدًا صالحًا، لا تدعوه مع الله؛ بل اقصروا دعاءكم لله، فادعوه وحده دون أن تدعوا غيره، هكذا يكون الدعاء لله وحده.
فَمَنْ دعا مَلَكًا، أو نبيا، وصرف له شيئا من الدعاء فقد اتخذه إلها، يقول الحفظي:
وكُـلُّ مـن دعـا مـعـه أحـدا
أشـرك باللـه ولـو مـحمـدا
كل من دعا مع الله أحدا غيره أشرك بالله؛ ولو كان يدعو محمدا لا شَكَّ أن هناك مَنْ يَدْعُونَهُ، مَنْ يَدْعُون محمدا ويُشْرِكُون به، ويدَّعون أنه يُخَلِّصُهُمْ من الأزمات.