إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81605 مشاهدة
المعبودات والآلهة عند اليهود والنصارى

...............................................................................


وكذلك اليهود والنصارى عندهم -أيضا- معبودات، يسمونها بلغتهم آلهة -أي- بمعنى الإله عند العرب -أي- المألوه. ومنهم أنبياء، وصالحون.
في حديث أم سلمة أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح، أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصورا صورته في ذلك المسجد، وصاروا يصلون في المسجد؛ تبركا بذلك الصالح، يُؤَمِّلون أنه يشفع لهم، ويرفع عبادتهم، ويتسبب في مضاعفتها وقبولها؛ ولو كانت صلاتهم، وركوعهم، وسجودهم لله؛ ولكن ذلك الذي فعلوه.. تعظيم لغير الله؛ فلذلك استحقوا أن يكونوا شِرَار الخلق عند الله، يقول الحديث : أولئكَ، أوْ أولئكِ شرار الخلق عند الله فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل -الصور-.
فإذا عرفنا أن الإلهية نفاها الله -تعالى- عن المرسلين، وعن الملائكة؛ فإن غيرهم بطريق الْأَوْلَى، فلا يجوز أن يُدْعَى أحدٌ مع الله؛ لعموم الأدلة، مثل قول الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا أي: أَيًّا كان؛ ولو كان نَبِيًّا؛ ولو كان وَلِيًّا، أو مَلَكًا، أو عبدًا صالحًا، لا تدعوه مع الله؛ بل اقصروا دعاءكم لله، فادعوه وحده دون أن تدعوا غيره، هكذا يكون الدعاء لله وحده.
فَمَنْ دعا مَلَكًا، أو نبيا، وصرف له شيئا من الدعاء فقد اتخذه إلها، يقول الحفظي:
وكُـلُّ مـن دعـا مـعـه أحـدا
أشـرك باللـه ولـو مـحمـدا
كل من دعا مع الله أحدا غيره أشرك بالله؛ ولو كان يدعو محمدا لا شَكَّ أن هناك مَنْ يَدْعُونَهُ، مَنْ يَدْعُون محمدا ويُشْرِكُون به، ويدَّعون أنه يُخَلِّصُهُمْ من الأزمات.